التعليق: هذه الآثار الواردة عن السلف تدل على إثبات صفة الكلام لله تعالى، وهي صفة ذاتية فعلية تتعلق بالمشيئة والإرادة، وقد دل الكتاب والسنة وإجماع السلف على أن الله تعالى يتكلم متى شاء، وكيف شاء. والله يتكلم بحرف وصوت يسمع، وإن أنكر ذلك أهل الزيغ والضلال، فلا عبرة بعقولهم السقيمة مقابل النصوص الصريحة الدالة على إثبات هذه الصفة. فمن الكتاب العزيز: قوله تعالى: {وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [البقرة: ٧٥]. وقوله تعالى: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ} [البقرة: ٢٥٣]. وقوله تعالى: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [النساء: ١٦٤]. وقوله تعالى: {قَالَ يَامُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي} [الأعراف: ١٤٤]. وقوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ} [الأعراف: ١٤٣]. وقوله تعالى: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ} [التوبة: ٦]. ومن السنة المطهرة: ما جاء عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "احتج آدم وموسى، فقال له موسى: يا آدم أنت أبونا خيبتنا وأخرجتنا من الجنة، قال له آدم: يا موسى =