التعليق: هذه الآثار الواردة تتضمن إجماع السلف من الصحابة ومن بعدهم على أن القرآن كلام الله غير مخلوق لا خلاف بينهم في ذلك، وقد تضمن القرآن آيات كئيرة تدل على أن القرآن كلام الله. من ذلك قوله تعالى: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ} [التوبة:٦]، وقوله تعالى: {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [السجدة: ٢]، وقوله تعالى: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [يس: ٨٢]. وقوله تعالى: {يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ} [الفتح: ١٥]، وغيرها كثير. كما وردت أحاديث كئيرة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- تثبت أن القرآن كلام الله. ومن ذلك ما جاء عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعرض نفسه على الناس في الموقف فقال: "ألا رجل يحملني إلى قومه؟ فإن قريشا قد منعوني أن أبلغ كلام ربي". تقدم تخريجه ص ٢١١. وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقول في صلاته بعد التشهد: أحسن الكلام كلام الله، وأحسن الهدى هدى محمد -صلى الله عليه وسلم-". أخرجه النسائي في السنن (٣/ ٥٨ رقم ١٣١١) بإسناد صحيح. انظر مشكاة المصابيح بتخريج الألباني (٩٥٦). وقد نص السلف على ذلك في معتقداتهم، ومن نماذج أقوالهم. =