للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بمشيئة منه، قد عَلِمَ من إبليس ومن غيره ممن عصاه -[من لدن أن] (١) عُصي ربنا تبارك وتعالى إلى أن تقوم الساعة- المعصية وخلقهم لها. وعَلم الطاعة من أهل طاعته وخلقهم لها، فكل يعمل بما يخلق له، وصائر إلى ما قضى عليه، وعلم منه، لا يعدو أحد منهم قدر الله ومشيئته، والله الفعال لما يريد (٢).


(١) ساقط من المطبوع، وقد أضفتها من المخطوط ل (١٧١/ أ).
(٢) مسائل الإمام أحمد برواية حرب الكرماني (ص ٣٥٥).
التعليق: كل نفس قدر الله عليها قبل أن تُخلق إما من أهل السعادة وإما من أهل الشقاوة، وليس هذا ظلم من الله تعالى، فالله منزه عن الظلم، لا يظلم أحدا مثقال ذرة، فكل شيء بعلم الله وقدرته.
فإن حصل نوع لبس في فهم ذلك، فيكون الجواب:
أولًا: كما قال أبو الأسود الدؤلي -رحمه الله-: "إنه ليس شيء إلا خَلْق الله وملك يده لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون".
ثانيًا: أن الله جعل كُلًا ميسّر لما خلق له، قال تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (٥) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (٦) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (٧) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (٨) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (٩) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} [الليل].
وعن علي -رضي الله عنه- قال: كنا في جنازة في بقيع الغرقد، فأتانا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقعد، وقعدنا حوله، ومعه مخِصرة، فنكس فجعل ينكت بمخصرته، ثم قال: ما منكم =

<<  <  ج: ص:  >  >>