للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لهم ذلك في علم الله، وقولهم يضارع قول المجوسية والنصرانية (١)، وهو أصل الزندقة (٢).

٢٠٢ - وقال حرب أيضا: فمن زعم أن الله تبارك وتعالى شاء لعباده الذين عصوه الخير والطاعة، وأن العباد شاءوا لأنفسهم الشر والمعصية فعملوا على مشيئتهم فقد زعم أن مشيئة العباد أغلب من مشيئة الله تبارك وتعالى ذكره فأي افتراء على الله أكثر من هذا.

ومن زعم أن أحدًا من الخلق صائر إلى غير ما خلق له فقد أنفى قدرة الله عن خلقه وهذا إفك على الله وكذب عليه.

ومن زعم أن الزنا ليس بقدر قيل له: أرأيت هذه المرأة التي حملت من الزنا وجاءت بولد هل شاء الله أن يخلق هذا الولد؟ وهل مضى هذا


(١) هي دين النصارى، الذين يزعمون أنهم يتبعون المسيح عليه السلام، وكتابهم الإنجيل. دراسات في الأديان اليهودية والنصرانية للشيخ سعود الخلف (ص ١٦٣)، وانظر الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب (٢/ ٥٦٤). ووجه مشابهة القدرية بالنصارى هو أن القدرية يقولون بأن العبد يخلق فعل نفسه، فأثبتوا مع الله خالقًا آخر، فأصبحوا مضاهين للنصارى الذين يعتقدون بتعدد الآلهة. وسيأتي وجه مشابهتهم بالمجوس أثناء التعليق على هذا المبحث.
(٢) مسائل الإمام أحمد برواية حرب الكرماني (ص ٣٦٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>