للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

في سابق علمه؟ فإن قال: لا. فقد زعم أن مع الله خالقًا وهذا قول يضارع الشرك بل هو الشرك.

ومن زعم أن السرقة، وشرب الخمر، وأكل المال الحرام ليس بقضاء وقدر من الله فقد زعم أن هذا الإنسان قادر على أن يأكل برزق غيره، وهذا القول يضارع قول المجوسية والنصرانية، بل أكلَ رزقه وقضى الله له أن يأكله من الوجه الذي أكله.

ومن زعم أن قتل النفس ليس بقدر من الله فقد زعم أن المقتول مات بغير أجله فأي كفر بالله أوضح من هذا، بل ذلك كله بقضاء من الله وقدر، وكل ذلك بمشيئته في خلقه وتدبيره فيه، وما جرى في سابق علمه لهم وهو الحق والعدل الحق يفعل ما يريد، ومن أقر بالعلم لزمه الإقرار بالقدر والمشيئة على الصغر والقماءة (١)، والله الضار النافع، المضل الهادي، فتبارك الله أحسن الخالقين (٢).


(١) القليل الذليل. انظر لسان العرب (١/ ١٣٤).
(٢) مسائل الإمام أحمد برواية حرب الكرماني (ص ٣٥٦ - ٣٥٧).
التعليق: هذه الآثار الوافرة عن السلف في ذم القدرية تدل على شناعة هذا المعتقد وقبح هذا القول، لأنه يفضي إلى القول بأن لله شركاء في خلقه.
لذلك حذر منهم النبي -صلى الله عليه وسلم- أشد التحذير، كما أخرج أبو داود في السنن =

<<  <  ج: ص:  >  >>