وقوله تعالى: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ} [الحجر ات: ١٤]. وأما الأدلة على أن عمل الجوارح من الإيمان: قوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (١٥)} [الحجرات: ١٥]. قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (٧/ ١٨١): "والمقصود هنا: أنه لم يثبت المدح إلا على إيمان معه العمل لا على إيمان خال عن عمل". وقوله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} [البقرة: ١٤٣]. قال العلامة حافظ الحكمي في معارج القبول (٢/ ٧٤٨): "ولما كانت الصلاة جامعة لقول القلب وعمله، وقول اللسان وعمله وعمل الجوارح سماها الله تعالى إيمانا في قول الله عز وجل: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} ". وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "الإيمان بضع وستون شعبة: فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان". رواه مسلم (٣٥). قال ابن أبي العز في شرح الطحاوية (ص ٣٢٣): "فإذا كان الإيمان أصلا له شعب متعددة، وكل شعبة منها تسمى إيمانا فالصلاة من الإيمان وكذلك الزكاة والصوم والحج، والأعمال الباطنة كالحياء والتوكل والخشية من الله والإنابة إليه حتى تنتهي هذه الشعب إلى إماطة الأذى عن الطريق فإنه من شعب الإيمان". =