- وأما أصحاب القول الثالث فقالوا: أن الإسلام والإيمان بينهما تلازم، بحيث إذا اجتمعا افترقا وإذا افترقا اجتمعا، وهذا القول يجمع بين القولين السابقين، ويوضح العلاقة بين الإسلام والإيمان. قال ابن الصلاح في "صيانة صحيح مسلم" (ص ١٣٥): "فخرج مما ذكرناه وحققناه أن الإيمان والإسلام يجتمعان ويفترقان وأن كل مؤمن مسلم، وليس كل مسلم مؤمنا". وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (٧/ ٢٥٩ - ٢٦٠): "لكن التحقيق ابتداء هو ما بينه النبي -صلى الله عليه وسلم- لما سئل عن الإسلام والإيمان، ففسر الإسلام بالأعمال الظاهرة، والإيمان بالإيمان بالأصول الخمسة، فليس لنا إذا جمعنا بين الإسلام والإيمان أن نجيب بغير ما أجاب به النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأما إذا أفرد اسم الإيمان فإنه يتضمن الإسلام، وإذا أفرد الإسلام فقد يكون مع الإسلام مؤمنا بلا نزاع، وهذا هو الواجب". وانظر للمزيد: معالم السنن للخطابي (٤/ ٣١٥)، والإيمان لابن منده (١/ ٣٤٦ - ٣٤٧)، وإكمال المعلم للقاضي عياض (١/ ٢٠٢ - ٢٠٤)، و "الإيمان بين السلف والمتكلمين" للدكتور أحمد بن عطية الغامدي (ص ٢٩ - ٤٠).