وعنه -رضي الله عنه- قال: من كان منكم متأسيا فليتأس بأصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فإنهم كانوا أبر هذه الأمة قلوبا، وأعمقها علما، وأقلها تكلفا، وأقربها هديا، وأحسنها حالا، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه وإقامة دينه، فاعرفوا لهم فضلهم واتبعوا آثارهم، فإنهم كانوا على الهدى المستقيم". أخرجه ابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" (٢/ ١٣٣)، وابن قدامة في "تحريم النظر في كتب الكلام" (ص ٤٤). قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل رضي الله عنه في أصول السنة (ص ٢٥ - ٢٦): "أصول السنة عندنا التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والاقتداء بهم". وقال الآجري في الشريعة (٤/ ١٦٩١ - ١٦٩٢): "فمن صفة من أراد الله عز وجل به خيرًا وسلم له دينه ونفعه الله الكريم بالعلم؛ المحبة لجميع الصحابة، ولأهل بيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولأزواج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والاقتداء بهم، ولا يخرج بفعل ولا بقول عن مذاهبهم، ولا يرغب عن طريقهم". وقال الإمام الطحاوي في عقيدته (ص ٧٩): "ونحب أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولا نفرط في حب أحد منهم، ولا نتبرأ من أحد منهم، ونبغض من يبغضهم، وبغير الخير يذكرهم، ولا نذكرهم إلا بخير، وحبهم دين وإيمان وإحسان، وبغضهم كفر ونفاق وطغيان". وقال العلائي في منيف الرتبة (ص ٣١ - ٣٢): "لا خير إلا وقد سبقوا إليه مَن بعدهم، ولا فضل إلا وقد استفرغوا فيه جهدهم". =