قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (١٣/ ٢٤): "ولهذا كان معرفة أقوالهم في العلم والدين وأعمالهم، خيرا وأنفع من معرفة أقوال المتأخرين وأعمالهم في جميع علوم الدين وأعماله، كالتفسير وأصول الدين، وفروعه، والزهد، والعبادة، والأخلاق، والجهاد، وغير ذلك فإنهم أفضل ممن بعدهم كما دل عليه الكتاب والسنة، فالاقتداء بهم خير من الاقتداء بمن بعدهم، ومعرفة إجماعهم ونزاعهم في العلم والدين خير وأنفع من معرفة ما يذكر من إجماع غيرهم ونزاعهم، وذلك أن إجماعهم لا يكون إلا معصوما، وإذا تنازعوا فالحق لا يخرج عنهم". وقال ابن كثير في الباعث الحثيث (٢/ ٤٩٨): "والصحابة كلهم عدول عند أهل السنة والجماعة، لما أثنى الله عليهم في كتابه العزيز، وبما نطقت به السنة النبوية في المدح لهم في جميع أخلاقهم وأفعالهم، وما بذلوه من الأموال والأرواح بين يدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، رغبة فيما عند الله من الثواب الجزيل، والجزاء الجميل". وقال الذهبي في الكبائر (ص ٢٣٦): "وأما مناقب الصحابة وفضائلهم فأكثر من أن تذكر". وقال الإسفراييني في "التبصير في الدين" (ص ١٨٠): "والأخبار في فضل الصحابة رضي الله عنهم أكثر من أن يحتمله هذا المختصر".