عفان -رضي الله عنه-، ثم علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-. قال الإمام الطحاوي في عقيدته المشهورة (ص ٧٩): "ونثبت الخلافة بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أولا لأبي بكر الصديق -رضي الله عنه-، تفضيلا له وتقديما على جميع الأمة، ثم لعمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، ثم لعثمان -رضي الله عنه-، ثم لعلي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، وهم الخلفاء الراشدون، والأئمة المهتدون". وحديث سفينة -رضي الله عنه- الذي مر معنا من أصرح الأدلة على إثبات خلافتهم. يقول الإمام أبو عثمان الصابوني ضمن تقريره عقيدة السلف (ص ٢٨٩): "ويشهدون ويعتقدون أن أفضل أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي، وأنهم الخلفاء الراشدون، الذين ذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خلافتهم بقوله -فيما رواه سعيد بن جُمهان، عن سفينة- "الخلافة بعدي ثلاثون سنة" وبعد انقضاء أيامهم عاد الأمر إلى الملك العضوض، على ما أخبر عنه الرسول -صلى الله عليه وسلم-". وجاء عن الإمام الشافعي أنه قال: "أقول في الخلافة والتفضيل: بأبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم". أخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (٢/ ٣١٨)، والبيهقي في مناقب الشافعي (١/ ٤٣٢). وقال ابن أبي زيد القيرواني: "وأفضل الصحابة الخلفاء الراشدون المهديون: أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي رضي الله عنهم أجمعين". قطف الجنى الداني شرح مقدمة رسالة ابن أبي زيد القيرواني لفضيلة الشيخ عبد المحسن العباد (ص ١٥٣). - وأما قول حرب: "والخلافة في قريش ... " فهذا الشرط يجب عند الاختيار =