وقد اختلف العلماء في عدد النفخات، فمنهم من قال: هي نفختان، ومنهم من قال: هي ثلاث نفخات، ومنهم من قال: هي أربع. انظر تفسير ابن كثير (٣/ ٢٨٤)، وفتح الباري لابن حجر (٦/ ٥٤٢). والقول الصحيح في ذلك أن المَلَك ينفخ مرتين. انظر التذكرة للقرطبي (١/ ٢٨٧)، وفتح الباري لابن حجر (٦/ ٥٤٢). ودليل ذلك قوله تعالى: {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ (٦) تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ (٧)} [النازعات: ٦ - ٧]. قال ابن عباس رضي اللّه عنهما: الراجفة: النفخة الأولى، والرادفة: النفخة الثانية. انظر فتح الباري لابن حجر (٨/ ٨٨٢). وكذلك ما جاء عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:"ما بين النفختين أربعون". قالوا: يا أبا هريرة أربعون يوما؟ قال: أبيت. قالوا: أربعون شهرا؟ قال: أبيت. قالوا: أربعون سنة؟ قال أبيت ... ". رواه البخاري (٤٨١٤). ومعنى "أبيت": أي: أمتنع من تعيين ذلك بالأيام والسنين والشهور، لأنه لم يكن عنده علم بذلك. انظر فتح الباري (٨/ ٧٠٢).