شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى (٢٦)} [النجم: ٢٦]. والشفاعة تنقسم إلى قسمين: القسم الأول: خاصة بالنبي -صلى الله عليه وسلم- لا يشاركه فيها أحد. وهذا القسم على ثلاثة أنواع: الأول: الشفاعة العظمى، وهي المقام المحمود، الذي يحمده عليه جميع الخلائق ولا يشترط فيها الرضا عن المشفوع له، ودليلها قوله تعالى: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا (٧٩)} [الإسراء: ٧٩]. الثاني: شفاعة النبي -صلى الله عليه وسلم- في أهل الجنة أن يدخلوا الجنة. ودليله: قوله تعالى: {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ (٧٣)} [الزمر: ٧٣]. قال الشيخ السعدي في تفسيره (ص ٧٣١): "وأما الجنة، فإنها الدار العالية الغالية، التي لا يوصل إليها ولا ينالها كل أحد، إلا من أتى بالوسائل الموصلة إليها، ومع ذلك، فيحتاجون لدخولها لشفاعة أكرم الشفعاء عليه، فلم تفتح لهم بمجرد ما وصلوا إليها، بل يستشفعون إلى الله بمحمد -صلى الله عليه وسلم- حتى يشفع، فيشفعه الله تعالى". وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أنا أول شفيع في الجنة". أخرجه مسلم (١٩٦). وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "آتي باب الجنة يوم القيامة فأستفتح فيقول الخازن من =