وقد عقد النووي في كتابه الأذكار (ص ٤٧٣) بابا بعنوان: باب جَوَاز تكنيةِ الكَافِر والمبتدع والفاسق إذا كان لا يُعرف إلا بها أو خِيفَ من ذِكْره باسمِه فتنة. وانظر أحكام أهل الذمة لابن القيم الجوزية (٣/ ١٣٢١). - وأما عيادتهم: فقد ثبت ذلك عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما رواه البخاري (٦٦٨١)، ومسلم (٢٤) عن المسيب بن حزن -رضي الله عنه- أنه قال: لما حضرت أبا طالب الوفاة، جاءه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "قل لا إله إلا الله ... الحديث". وأخرج البخاري في صحيحه (١٣٥٦) عن أنس -رضي الله عنه- قال: كان غلام يهودي يخدم النبي -صلى الله عليه وسلم-، فمرض فأتاه النبي -صلى الله عليه وسلم- يعوده، فقعد عند رأسه، فقال له: "أسلِم"، فنظر إلى أبيه وهو عنده، فقال له: أطع أبا القاسم -صلى الله عليه وسلم-، فأسلمَ، فخرج النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يقول: "الحمد لله الذي أنقذه من النار". قال ابن بطال في شرحه على صحيح البخاري (١٧/ ٤٧٥): "إنما يعاد المشرك ليدعى إلى الإسلام إذا رجا إجابته إليه، ألا ترى أن اليهودي أسلم حين عرض عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- الإسلام، وكذلك عرض الإسلام على عمه أبى طالب، فلم يقض الله له به، فأما إذا لم يطمع بإسلام الكافر ولا رجيت إنابته فلا تنبغي =