ومنها جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة". أخرجه ابن ماجه (٢/ ١٢٨٥ رقم ٣٩٠٧) وانظر السلسلة الصحيحة (١٨٧٠). والرؤيا الصالحة تعتبر وحيا من الله تعالى، وجزءا من النبوة باعتبار ما فيها من الأخبار والبشائر، ولكنها لا تعتبر من ناحية التشريع والأحكام، فلا يبنى عليها حكم شرعي، ولا يثبت بها حق. قال النووي في شرح مسلم (١/ ٧٤ - ٧٥) -بعد أن ذكر كلام القاضي عياض في أن المنام لا تبطل بسببه سنة ثبتت، ولا تثبت به سنة لم تثبت- قال: "وكذا قاله غيره من أصحابنا، وغيرهم فنقلوا الاتفاق على أنه لا يغير بسبب ما يراه النائم ما تقرر في الشرع، وليس هذا الذي ذكرناه مخالفا لقوله صلى الله عليه وسلم: "من رآني في المنام فقد رآني" فان معنى الحديث: أن رؤيته صحيحة وليست من أضغاث الأحلام وتلبيس الشيطان، ولكن لا يجوز إثبات حكم شرعي به لأن حالة النوم ليست حالة ضبط وتحقيق". وأما عن رؤى الكفار التي قد تقع فيقول القرطبي في التفسير (١١/ ٢٥١ - ٢٥٢): "إن قيل: إذا كانت الرؤيا الصادقة جزءًا من النبوة؛ فكيف يكون الكافر والكاذب والمخلط أهلا لها؟ وقد وقعت من بعض الكفار وغيرهم ممن لا يُرضى دينُه منامات صحيحة صادقة؛ كمنام رؤيا الملِك الذي رأى سبع بقرات، ومنام =