فهذه الآثار وغيرها، تضع لنا منهجا واضحا في الاتباع، والبعد عن الابتداع في الدين، وذلك باقتفاء الآثار والتمسك بالسنن التي سنها لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وخلفاؤه الراشدون، والحذر من الأهواء والشُّبه المضلة.
وكان من حفظ الله لهذا الدين، أن سخر له علماء أفذاذ، اهتموا بجمعه وتدوينه، ومن الجوانب التي اهتموا بجمعها وتدوينها، جمع وتدوين الآثار المروية عن السلف، وخاصة المسائل المتعلقة بالعقيدة.
ومن العلماء الذين رويت عنهم الآثار الكثيرة، الإمام المبجل، إمام أهل السنة والجماعة أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني، والإمام إسحاق ابن راهويه وغيرهما من العلماء الكبار، فقد جاءت عنهم نقولات كثيرة، ومسائل غزيرة في شتى علوم الدين، اهتم تلاميذهم بجمعها وترتيبها وتصنيفها، فجاءت مسائل الإمام أحمد المروية عنه وعن غيره في عدد كبير نظرا لكثرة تلاميذهم، إلا أن معظم هذه المسائل مفقودة، والموجود منها قليل.
ونظرًا لأهمية هذه المسائل، وما تحتويه من مباحث كثيرة متعلقة
(١) أخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (١٣٤).