للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بالسليقة، وبالاستعدادات الفطرية، بجانب تهذيب الوحي الشريف لهم، كذلك التربية، هم مارسوها بالفعل؛ لكن ضبط هذه الأشياء وتبسيطها وتقنينها لا يمكن أن يتصادم مع هذا (١).

ومن شواهد هذا الجواب وأدلته: ما نجده في سيرهم وتراجمهم، من أقوال وأفعال وتقريرات، تدل على اهتمامهم بالأمر؛ ومن ذلك:

* قول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - في تفسير قوله تعالى: {قوا أنفسكم وأهليكم نارًا} (٢).

قال: «علموهم وأدبوهم»، وفي رواية: «علموا أنفسكم وأهليكم الخير» (٣).

وترجم ابن أبي الدنيا لهذا الأثر بقوله: «باب تعليم الرجل أهله، وتعليم ولده، وتأديبهم» (٤).


(١) محمد إسماعيل المقدم، «محو الأمية التربوية»، سلسلة محاضرات مفرَّغة.
(٢) سورة التحريم (٦).
(٣) في إسناده ضعف: أخرجه عبدالرزاق (٤٧٤١)، والحسين بن حرب في «البر والصلة» (١٨٩)، من طريق منصور بن المعتمر، عن رجل، عن علي؛ به.
وهذا إسناد ضعيف، لإبهام الراوي عن علي.
وقد أخرجه الحاكم (٣٨٢٦) -وعنه البيهقي في «شعب الإيمان» (٨٣٣١) - من طريق عبدالرزاق؛ فسمى ذلك المبهم: ربعي بن حراش، وهذا لو صحَّ: لكان الإسناد مقبولًا صحيحًا.
لكن الراجح عندي أن هذا وهم أو تصحيف، لأنه من غير طريق عبدالرزاق بالإبهام أيضًا. والله أعلم.
(٤) ابن أبي الدنيا، «العيال» (١/ ٤٩١).

<<  <   >  >>