للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يجد إلا غدره بعهد نبيِّه فيما عهد به إليه: لا!

كذا جاء جوابه مختصرًا، لا يحمل سببًا ولا عذرًا؛ ففهم النبي - صلى الله عليه وسلم - ما صنع الصبي، فأراد أن يلقنه درسًا ينفعه سائر حياته بعد ذلك؛ فأخذ بأذنه، وقال له: «يا غُدَر (١)، يا غُدَر» (٢)!

لقد أشفق - صلى الله عليه وسلم - على الصغير أن يكون أمينًا، أعظم من إشفاقه عليه أن يحرم من عنقود اشتهاه، فانتفع بذلك طوال حياته، وحدَّث به.

هذا القبس النبوي في تربية الصغار؛ أشعل منه الصحب والآل فتيل تعاملهم، فأوقد لهم في طريق التربية الأخلاقية مشاعل وسُرجًا، بها اهتدوا، وعلى أضوائها ساروا؛ فأخرجوا جيلًا حسن الأخلاق، حُقَّ له أن يخلف جيلهم، ليتلوه في الأفضلية، كما تلاه في الزمن والتبعية. وفيما يلي صور ونماذج من تعاملهم في هذا الباب مع صغارهم.


(١) من الغدر، وهو: ترك الوفاء.
(٢) إسناده ضعيف: أخرجه ابن ماجه (٣٣٦٨)، وفي إسناده عبدالرحمن بن عِرْق، قال عنه الحافظ في «التقريب» (٣٩٥١): "مقبول".
وأخرجه الطبراني في «مسند الشاميين» (١٤٨٧) من طريق آخر، وفي إسناده سليمان بن سلمة الخبائري، متروك، وله ترجمة سيئة في «لسان الميزان» (٢/ ٢٠٩).

<<  <   >  >>