للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عن نوم الليل؛ فقال:

"ونوم النهار رديء يورث الأمراض الرطوبية والنوازل، ويفسد اللون، ويورث الطحال، ويرخي العصب، ويكسل، ويضعف الشهوة؛ إلا في الصيف وقت الهاجرة، وأردؤه نوم أول النهار، وأردأ منه النوم آخره بعد العصر، ورأى عبدالله بن عباس ابنًا له نائمًا نومة الصبحة، فقال له: «قم، أتنام في الساعة التي تقسم فيها الأرزاق؟!» " (١).

ونصيحة عبدالله بن عباس - رضي الله عنه - لابنه في وقت النوم، أوردها السخاوي مفصَّلة مطوَّلة؛ فقال:

"مرَّ ابنُ عباس بابنه الفضل وهو نائم نومة الضحى فركضه برجله، وقال: «قم، إنك لنائم الساعة التي يقسم الله فيها الرزق لعباده. أوما سمعت ما قالت العرب فيها؟»

قال: وما قالت العرب يا أبت؟

قال: «زعمت أنها مكسلة، مهرمة، مقساة للحاجة.

ثم يا بني نوم النهار على ثلاثة: نوم محق؛ وهي نومة الضحى، ونومة الخلق؛ وهي التي روي: قيلوا فإن الشياطين لا تقيل، ونومة الخرق؛ وهي نومة بعد العصر، لا ينامها إلا سكران، أو مجنون» " (٢).


(١) ابن القيم، «زاد المعاد»
(٢) السخاوي، «المقاصد الحسنة» (ص/ ٤١٨).

قال السخاوي في أوله: "وفي رابع عشر المجالسة من جهة ابن الأعرابي؛ قال" فذكره، لكن بدون إسناد!

<<  <   >  >>