للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هذا ابن عمر أيضًا يحدِّث أمام أولاده ذات يوم بحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا تمنعوا النساء من الخروج إلى المساجد بالليل» فقال ابن له: لا ندعهن يخرجن فيتخذنه دَغَلًا (١). عندها ضربه ابن عمر في صدره، وزبره (٢)، وقال: " أقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وتقول: لا ندعهن (٣)!

نعم، قد يكون ابن عبدالله بن عمر بالغًا عاقلًا، لكن أسلوب التربية هنا هو الذي يعنينا، وأنه إذا صدر هذا التعديل التقويم في حق البالغ؛ فهو في حق من دونه أولى وأهم.

ولذلك قال الحافظ ابن حجر: "أُخِذ من إنكار عبدالله على ولده: تأديب المعترض على السنن برأيه، وعلى العالم بهواه، وتأديب الرجل ولده وإن كان كبيرًا إذا تكلم بما لا ينبغي له، وجواز التأديب بالهجران" (٤).


(١) الدَّغَل: هو الفساد والخداع والريبة.
(٢) أي: نَهَرَه.
(٣) «صحيح مسلم» (٤٤٢).
(٤) ابن حجر، «فتح الباري» (٢/ ٣٤٩).

<<  <   >  >>