للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن أجل هذه السهولة في تكوين العادة في الصغر يأمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - بتعويد الأطفال على الصلاة قبل موعد التكليف بها بزمن كبير، حتى إذا جاء وقت التكليف كانت قد أصبحت عادة بالفعل، ولم تكن في حاجة إلى إنشائها ابتداء بما يستلزمه ذلك من جهد (١).

يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه في وصية تربوية إيمانية هامَّة: «مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر» (٢).

فمنذ السابعة يبدأ تعويد الأطفال على الصلاة، مع أنهم لن يُكلَّفُوا بها إلا بعد سنوات قد تمتد إلى خمس أو ست، وذلك لتكون هناك فسحة طويلة لإنشاء هذه العادة وترسيخها؛ حتى إذا بلغ الطفل العاشرة، وصار على مقربة من موعد التكليف، فقد وجب أن يكون قد تعوَّدها بالفعل. فإن لم يكن قد تعوَّدها من تلقاء نفسه خلال سنوات التعويد الثلاث؛ فلا بد من إجراء حاسم يضمن إنشاء هذه العادة وترسيخها (٣).

لم يكن التعليم القولي، وأسلوب الأمر والنهي، والحزم إذا اقتضى


(١) محمد قطب، «منهج التربية الإسلامية» (٢/ ٣٨٣).
(٢) صحيح: أخرجه أحمد (٦٧٥٦) وأبو داود (٤٩٥) من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص. وأخرجه أحمد (١٥٣٣٩)، وأبو داود (٤٩٤)، والترمذي (٤٠٧) والحاكم (٧٢١، ٩٤٨) من حديث سبرة بن معبد الجهني.
والحديث صحَّحه الترمذي، والحاكم، والألباني في «صحيح سنن أبي داود» (٢/ ٣٩٩).
(٣) محمد قطب، «منهج التربية الإسلامية» (٢/ ٣٨٣).

<<  <   >  >>