للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يساره، فحوَّلني، فجعلني عن يمينه، فجعلت إذا أغفيت يأخذ بشحمة أذني، ثم صلَّى ما شاء الله، ثم اضطجع، فنام حتى نفخ، فأتاه المنادي يأذنه بالصلاة، فقام معه إلى الصلاة، فصلَّى ولم يتوضأ (١).

لقد طلب ابنُ عبَّاسٍ التعليمَ بالمثل والقدوة، وقد أعانه النبي - صلى الله عليه وسلم - على ذلك، فأيقظه، وأقامه بجواره، وجعل يؤنسه ويوقظه بفتل أذنه، وقد قيل إن المتعلم إذا تُعُوهِد بفتل أذنه كان أذكى لفهمه (٢).

ومن نفس الباب، باب التعليم بالقدوة والمثال، ومع نفس الصبي الصغير؛ يُريه النبي - صلى الله عليه وسلم - كيف يكون تقديم الموعظة في يوم العيد للرجال، ثم للنساء إذا لم يسمعن ولم يصلهن كلام الإمام وخطبته.

يقول: عبدالرحمن بن عابس: سمعتُ ابنَ عبَّاس وقال له رجل: أشهدت العيد مع النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: نعم، ولولا منزلتي منه، ما شهدته من الصغر، فأتى العَلَمَ الذي عند دار كثير بن الصَّلْت، ثم خطب، ثم أتى النساء فوعظهنَّ، وذكَّرهنَّ، وأمرهنَّ أن يتصدقن، فجعلت المرأة تُهوِي بيدها إلى حلقها، تلقي في ثوب بلال، ثم أتى هو وبلال البيت (٣).


(١) متَّفقٌ عليه: أخرجه البخاري (٨٥٩)، ومسلم (٧٦٣).
والسِّياق المذكور هنا بعض ألفاظه في مسلم دون البخاري، ولكن أصل الحديث متَّفقٌ عليه بينهما.
(٢) ابن حجر، «فتح الباري» (٢/ ٤٨٥).
(٣) «صحيح البخاري» (٨٦٣).

<<  <   >  >>