ولعمرى إن القارئ به من شاعت قراءته، واعتيد الأخذ عنه. فأما أن نتوقف عن الأخذ به لأن غيره أقوى إعرابا منه فلا، لما قدمنا، فإذا كانت هذه حاله عند الله جل وعلا، وعند رسوله المصطفى، وأولى العلم بقراءة القراء، وكان من مضى من أصحابنا لم يضعوا للحجاج كتابا فيه، ولا أولوه طرفا من القول عليه، وإنما ذكروه مرويا مسلّما مجموعا أو متفرقا، وربما اعتزموا الحرف منه فقالوا القول المقنع فيه. فأما أن يفردوا له كتابا مقصورا عليه، أو يتجردوا للانتصار له، ويوضحوا أسراره وعلله فلا نعلمه- حسن بل وجب التوجه إليه، والتشاغل بعمله وبسط القول على غامضه ومشكله، وما أكثر ما يخرج فيه بإذن الله، وأذهبه فى طريق الصنعة الصريحة، لا سيما إذا كان مشوبا بالألفاظ السمحة السريحة، إلا أننا مع ذلك لا ننسى تقريبه على أهل القراءات ليحظوا به، ولا ينأوا عن فهمه.
فإن أبا على رحمه الله عمل كتاب الحجة فى القراءات، فتجاوز فيه قدر