للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قيل: أراد: أو ذو الشيب يلعب؟.

وقالوا فى قول الله سبحانه: {وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّها عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرائِيلَ}؛ أراد: أو تلك نعمة؟. وقال:

لعمرك ما أدرى وإن كنت داريا … بسبع رمين الجمر أم بثمان؟

يريد: أبسبع؟.

وعلى كل حال فأخبرنا أبو علىّ. قال: قال أبو بكر: حذف الحرف ليس بقياس؛ وذلك أن الحرف نائب عن الفعل وفاعله. ألا ترى أنك إذا قلت: ما قام زيد، فقد نابت «ما» عن «أنفى»، كما نابت «إلا» عن «أستثنى»، وكما نابت الهمزة وهل عن أستفهم، وكما نابت حروف العطف عن أعطف، ونحو ذلك. فلو ذهبت تحذف الحرف لكان ذلك اختصارا، واختصار المختصر إجحاف به، إلا أنه إذا صح التوجه إليه جاز فى بعض الأحوال حذفه لقوة الدلالة عليه.

فإن قيل: فلعله حذف همزة «أنذرتهم» لمجئ همزة الاستفهام، فكان الحكم الطارئ على ما يشبه هذا من تعاقب ما لا يجمع بينه.

قيل: قد ثبت جواز حذف همزة الاستفهام على ما أرينا فى غير هذا، فيجب أن يحمل هذا عليه أيضا.

وأما همزة أفعل فى الماضى فما أبعد حذفها!، فليكن العمل على ما تقدم بإذن الله.

***

{وَما يَخْدَعُونَ إِلاّ أَنْفُسَهُمْ وَما يَشْعُرُونَ} (٩) ومن ذلك قراءة: أبى طالوت عبد السلام بن شدّاد، والجارود بن أبى سبرة «وما»

<<  <  ج: ص:  >  >>