قال أبو الفتح، فى هذه الواو ثلاث لغات: الضم، والكسر، وحكى أبو الحسن فيها الفتح:«اشتروا الضلالة»، ورويناه أيضا عن قطرب، والحركة فى جميعها لسكون الواو وما بعدها، والضم أفشى، ثم الكسر، ثم الفتح.
وإنما كان الضم أقوى لأنها واو جمع، فأرادوا الفرق بينها وبين واو «أو»، و «لو»؛ لأن تلك مكسورة، نحو قول الله سبحانه:{لَوِ اِطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ}، ومنهم من يضمها، فيقول:«لو اطلعت» كما كسر أبو السّمّال وغيره من العرب واو الجمع تشبيها لها بواو «لو».
وأما الفتح فأقلها، والعذر فيه خفة الفتحة مع ثقل الواو، وأيضا فإن الغرض فى ذلك إنما هو التبلغ بالحركة لاضطرار الساكنين إليها، فإذا وقعت من أى أجناسها كانت-أقنعت فى ذلك كما روينا عن قطرب من قراءة بعضهم:«قم اللّيل» بالفتح، و «قُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ» وبع الثوب.
قال: وقيس تقول: «اشترءوا الضلالة». قال: وقال بعض العرب: عصئوا الله مهموزة.
قال أبو الفتح: ينبغى أن يكون ذلك على إجراء غير اللازم مجرى اللازم، وقد كتبنا فى هذا بابا كاملا فى الخصائص، وذلك أنه شبّه حركة التقاء الساكنين-وليست بلازمة-بالضمة اللازمة فى «أقتت» وأدؤر وأجوه، إلا أن همز نحو «اشتروا الضلالة» من ضعيف ذلك.