للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأما قولهم: لص بين اللّصوصية، وحرّ بيّن الحرورية، وخصصته بالشئ خصوصيّة، فإن شئت قلت: هو على مذهب أبى بكر لص بيّن اللّصة اللّصوصية، والخصّة الخصوصية، والحرّية الحرورية.

وإن شئت قلت غير هذا، وذلك أن ما لا يجئ من الأمثلة بنفسه قد يجئ إذا اتصلت ياء الإضافة به، وذلك كقول الأعشى:

وما أيبلىّ … على هيكل

بناه وصلّب فيه وصارا

فأيبلى كما ترى فيعلىّ، ولولا ياء الإضافة لم يجز ذلك؛ ألا ترى أنه لم يأت عنهم فيعل؟ وكذلك قولهم فى الإضافة إلى تحية: تحوىّ، ومثاله: تفلىّ. وليس فى كلامهم اسم على تفل، فكذلك جاز خصوصية وأختاها، هذا مع ما حكى عنهم من القبول والوضوء والولوع والوقود، فإذا جاء هذا المثال فى المصدر من غير أن تصحبه ياء الإضافة فهو بأن يأتى معهما أجدر.

***

{إِنَّ اللهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها} (٢٦) ومن ذلك قراءة رؤبة: «مثلا ما بعوضة»، بالرفع.

قال ابن مجاهد: حكاه أبو حاتم عن أبى عبيدة عن رؤبة.

وقال أبو الفتح: وجه ذلك: أن «ما» هاهنا اسم بمنزلة الذى؛ أى: لا يستحي أن يضرب الذى هو بعوضة مثلا، فحذف العائد على الموصول وهو مبتدأ.

ومثله قراءة بعضهم: «تماما على الذى أحسن»، أى: على الذى هو أحسن.

<<  <  ج: ص:  >  >>