للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لمفعوله فقالوا: ضرب زيد-حسن. قوله تعالى: «وعلّم آدم الأسماء كلّها»؛ ولما كان الغرض فيه أنه قد عرفها وعلمها، وآنس أيضا علم المخاطبين بأن الله سبحانه هو الذى علّمه إياها بقراءة من قرأ: {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها}. ونحوه قوله تعالى: {إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً}. وقوله تعالى: {وَخُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً}، هذا مع قوله:

{خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ}، وقال سبحانه: {خَلَقَ الْإِنْسانَ عَلَّمَهُ الْبَيانَ}، وقال تبارك اسمه: {خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ كَالْفَخّارِ}.

فقد علم أن الغرض بذلك فى جميعه أن الإنسان مخلوق ومضعوف، وكذلك قولهم:

ضرب زيد إنما الغرض منه أن يعلم أنه منضرب وليس الغرض أن يعلم من الذى ضربه.

فإن أريد ذلك ولم يدل دليل عليه فلا بد أن يذكر الفاعل فيقال: ضرب فلان زيدا، فإن لم يفعل ذلك كلّف علم الغيب.

***

{قالَ يا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمائِهِمْ فَلَمّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمائِهِمْ} (٣٣) ومن ذلك قراءة الحسن رحمه الله: «أنبهم» بوزن أعطهم، وروى عنه: «أنبيهم» بلا همز، وروى عن ابن عامر «أنبئهم» بهمز وكسر الهاء. قال ابن مجاهد: وهذا لا يجوز.

قال أبو الفتح: أما قراءة الحسن: «أنبهم»، كأعطهم فعلى إبدال الهمزة ياء على أنه يقول: أنبيت كأعطيت، وهذا ضعيف فى اللغة؛ لأنه بدل لا تخفيف، والبدل عندنا لا يجوز إلا فى ضرورة الشعر.

<<  <  ج: ص:  >  >>