للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال أبو الفتح: هذه لغة فاشية فى هذيل وغيرهم؛ أن يقلبوا الألف من آخر المقصور إذا أضيف إلى ياء المتكلم ياء. قال الهذلى:

سبقوا هوىّ وأعنقوا لهواهم … فتخرّموا ولكل جنب مصرع

وروينا عن قطرب قول الشاعر:

يطوف بى عكب فى معدّ … ويطعن بالصملّة فى قفيّا

فإن لم تثأرا لى من عكبّ … فلا أرويتما أبدا صديّا

قال لى أبو على: وجه قلب هذه الألف لوقوع ياء ضمير المتكلم بعدها-أنه موضع ينكسر فيه الصحيح، نحو: هذا غلامى، ورأيت صاحبى؛ فلما لم يتمكنوا من كسر الألف قلبوها ياء، فقالوا: هذه عصى، وهذا فتىّ، أى: عصاى وفتاى، وشبهوا ذلك بقولك: مررت بالزّيدين، لما لم يتمكنوا من كسر الألف للجر قلبوها ياء، ولا يجوز على هذا أن تقلب ألف التثنية لهذه الياء، فتقول هذان غلامىّ؛ لما فيه من زوال علم الرفع، ولو كانت ألف عصا ونحوها علما للرفع لم يجز فيها عصىّ.

ومنهم من يبدل هذه الألفات فى الوقف ياءات، فيقول: هذه عصى، ورأيت حبلى، وهذه رجى، أى الناحية؛ يريد رجا.

ومنهم من يبدلها فى الوقف أيضا واوا فيقول: هذه عصو وأفعو وحبلو. ومنهم من يبدلها فى الوصل واوا أيضا، فيقول: هذه حبلو يا فتى.

ومن البدل فى الوقف ياء ما أنشده بعض أصحابنا، وهو محمد بن حبيب:

<<  <  ج: ص:  >  >>