أراد بسبائب. وهو كثير، ونكره الاستكثار من الشواهد والنظائر؛ تحاميا لطول الكتاب.
*** {أُوفِ بِعَهْدِكُمْ}{وَأَوْفُوا بِعَهْدِي}(٤٠) ومن ذلك قراءة الزهرى: «وأوفوا بعهدى أوفّ بعهدكم» مشددة.
قال أبو الفتح: ينبغى-والله أعلم-أن يكون قرأ بذلك لأن فعّلت أبلغ من أفعلت؛ فيكون على أوفوا بعهدى أبالغ فى توفيتكم؛ كأنه ضمان منه سبحانه أن يعطى الكثير عن القليل، فيكون ذلك كقوله سبحانه:{مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها}، وهو كثير.
***
{يُذَبِّحُونَ أَبْناءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ}(٤٩) ومن ذلك قراءة ابن محيصن: «يذبحون أبناءكم».
قال أبو الفتح: وجه ذلك أن فعلت بالتخفيف قد يكون فيه معنى التكثير؛ وذلك لدلالة الفعل على مصدره، والمصدر اسم الجنس، وحسبك بالجنس سعة وعموما؛ ألا ترى إلى قول عبد الرحمن بن حسان: