للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وغير سفع مثّل يحامم …

يريد: يحاميم وعطاميس.

وروينا لعبيد الله بن الحرّ قوله:

وبدّلت بعد الزّعفران وطيبه … صدا الدّرع من مستحكمات المسامر

وعلى أن حذف الياء مع الإدغام أسهل شيئا من حذفه ولا إدغام معه، وذلك أن هذه الياء لما أدغمت خفيت وكادت تستهلك، فإذا أنت حذفتها فكأنك إنما حذفت شيئا هو فى حال وجوده فى حكم المحذوف. نعم، وقد يحذف هذا الحرف ويؤتى بالعوض منه حرفا فى حال وجوده فى حكم ما ليس موجودا، وهو تاء التأنيث فى نحو قولهم: فرازنة وزنادقة وجحاجحة. فالتاء عوض من ياء فرازين وجحاجيح وزناديق، وكذلك قالوا مع الإدغام. وذلك قولهم فى أثانى وأناسى: أثانية، وأناسية. رواها أبو زيد. وإذا كانوا قد رضوا بالكسرة قبلها دليلا عليها، وعوضا منها فهم بأن يقنعوا بالتاء عوضا منها أجدر.

***

{وَآتَيْنا عِيسَى اِبْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ وَأَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ} (٨٧) ومن ذلك ما رواه ابن مجاهد عن أبى عمرو «وآيدناه». قال ابن مجاهد-على ما علمناه-ممدودة الألف خفيفة الياء. وقد روى عن مجاهد فى قوله: {إِذْ أَيَّدْتُكَ} آيدتك. قال ابن مجاهد: على فاعلتك.

قال أبو الفتح: هذا الذى توهمه ابن مجاهد، أن آيدتك فاعلتك-لا وجه له، وإنما آيدتك أفعلتك، من الأيد، وهو القوة.

<<  <  ج: ص:  >  >>