للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وحسن على هذا إعادة «قال» لأمرين:

أحدهما طول الكلام، فلما تباعد آخره من أوله أعيدت «قال» لبعدها كما قد يجوز مع طول الكلام ما لا يجوز مع قصره.

والآخر: أنه انتقل من الدعاء لقوم إلى الدعاء على آخرين، فكأن ذلك أخذ فى كلام آخر، فاستؤنف معه لفظ القول، فجرى ذلك مجرى استئناف التصريع فى القصيدة إذا خرج من معنى إلى معنى. ولهذا ما يقول الشاعر فى نحو ذلك:

فدع ذا ولكن هل ترى ضوء بارق …

ويقول:

دع ذا وبهج حسبا مبهّجا

فإذا جاز أن يصرّع وهو فى أثناء المعنى الواحد نحو قوله:

ألا ناد فى آثارهن الغوانيا … سقين سماما ما لهن وماليا؟!

كان التصريع مع الانتقال من حال إلى حال أحرى بالجواز. فهذا أحد الوجهين.

وأما الآخر فهو أن يكون الفاعل فى «قال» ضمير اسم الله تعالى؛ أى: فأمتعه يا خالق، أو فأمتعه يا قادر أو يا مالك أو يا إله، يخاطب بذلك نفسه عز وجل، فجرى هذا على ما تعتاده العرب من أمر الإنسان لنفسه، كقراءة من قرأ: قال أعلم أنّ الله على كلّ شئ قدير أى: أعلم يا إنسان وكقول الأعشى:

<<  <  ج: ص:  >  >>