للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهل تطيق وداعا أيها الرجل

وهذا يتصل بباب من العربية غريب لطيف وهو باب التجريد، كأنه يجرّد نفسه منه ثم يخاطبها، وقد ذكرنا هذا الباب فى كتابنا الخصائص.

وهذا وإن كان مما لا ينبغى أن يجرى فى الحقيقة مثله على الله سبحانه؛ لأنه لا تجزؤ هناك فإنه يجرى على عادة القوم ومذهب خطابهم، وقد نطقوا بهذا نفسه معه «تقدست أسماؤه» أنشدنا أبو علىّ:

أفاءت بنو مروان ظلما دماءنا … وفى الله إن لم يعدلوا حكم عدل

فجرى اللفظ على أنه جرد منه شئ يسمى حكما عدلا، وهو مع التحصيل على حذف المضاف، أى: وفى عدل الله حكم عدل. فتفهّم هذه المواضع، فإنّ قدر الإعراب يضيع إلى معناها، وإن كان هو أول الطريق ونهجه إليها.

ويجوز فى العربية «ثمّ اضطرّ هى»، بكسر الراء لالتقاء الساكنين ثم تبيّن الهاء بياء بعدها.

ويجوز أيضا: «ثمّ اضطرّه»، تكسر الهاء ولا تتمّ الياء.

ويجوز «اضطرّه»، بكسر الراء وفتحها والهاء الساكنة.

ويجوز «ثمّ اضطرّهو»، بضم الراء كما روينا عن قطرب أن بعضهم يقول: شمّ يا رجل. ويجوز الضم بلا واو.

ويجوز مع ضم الراء وفتحها تسكين الهاء. وقد ذكرت ذلك كله فى أماكنه.

*** {ثُمَّ أَضْطَرُّهُ} (١٢٦) ومن ذلك قراءة ابن محيصن: ثم «أطّرّه» يدغم الضاد فى الطاء.

قال أبو الفتح: هذه لغة مرذولة، أعنى: إدغام الضاد فى الطاء؛ وذلك لما فيها من

<<  <  ج: ص:  >  >>