للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال أبو الفتح: أصله قراءة الجماعة {فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ}، إلا أنه حذف الهمزة البتة، فالتقت ألف «لا» وثاء «الاثم» ساكنين، فحذف الألف من اللفظ لالتقاء الساكنين؛ فصارت: «فلثم عليه».

وقد مرّ بنا من حذف الهمزة اعتباطا وتعجرفا من نحو هذا أشياء كثيرة، من ذلك قراءة ابن كثير: «إنّها لحدى الكبر».

فهذا فى الحذف كقوله: «فلثم عليه» إلا أن بينهما من حيث أذكر فرقا، وذلك أن قوله: «لحدى الكبر» إنما فيه حذف الهمزة لا غير. وقوله: «فلثم عليه» أصله فلا إثم، فلما حذف الهمزة تخفيفا-وإن لم يكن قياسا-التقت الألف مع ثاء إثم وهى ساكنة، فحذفت الألف من «لا» لالتقاء الساكنين، فصار «فلثم عليه». ومثل ذلك سواء مذهب الخليل فى «لن». ألا ترى أن أصلها عنده لا أن، فلما حذفت الهمزة التقت ألف «لا» مع نون «أن» فحذفت الألف من «لا»؛ لالتقاء الساكنين. وقد جاء نظيرا لهذا من حذف الهمزة شئ صالح الكيرة، منه قوله:

إن لم أقاتل فالبسونى برقعا

أراد فألبسونى، ثم حذف الهمزة.

وأنشد أبو الحسن:

تضبّ لثات الخيل فى حجراتها … وتسمع من تحت العجاج لهزملا

أراد: لها أزملا فحذف الهمزة. نعم، ثم حذف ألف «ها» لفظا لسكونها وسكون الزاى من بعدها، وعليه القراءة: «أريتك هذا الّذى كرّمت علىّ». يريد: أرأيتك.

وأنشد أحمد بن يحيى:

أريتك إن شطّت بك العام نيّة … وغالك مصطاف الحمى ومرابعه

<<  <  ج: ص:  >  >>