للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأن فعلى إذا كانت اسما وكانت لامها ياء فإنها تقلب إلى الواو نحو: التّقوى والبقوى والفتوى والرّعوى والثّنوى والعوّى. وبعد؛ فإن كانت طغوى من طغوت فواوها أصلية كواو العدوى والدعوى، وإن كانت من طغيت فإنها بدل من الواو كالفتوى وبابها.

وأما الطواغى فجمع طاغية. قال الله سبحانه: {فَأَمّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطّاغِيَةِ}، فهو يحتمل أمرين:

أحدهما أن يكون أهلكوا بطغيانهم، كقولك: أهلكوا بالبلية الطاغية؛ أى: التى لا قبل لهم بها.

والآخر أن يكون: أهلكوا بطغيانهم، أى بكفرهم.

ومثل الطاغية وكونها مصدرا على فاعلة قوله تعالى: «لا} يسمع {فِيها لاغِيَةً» أى:

لغو، وتكسير اللاغية لواغ، كعافية وعواف، وعاقبة وعواقب. ومثل الطاغوت الحانوت، وهى فعلوت من حنوت؛ وذلك أن الحانوت يشتمل على من فيه، فكأنه يحنو عليه، فهى من الواو، وقلبت لامها إلى موضع العين فصار حونوت، ثم قلبت الواو ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها فصارت حانوت.

وقول علقمة:

حانيّة حوم

منسوب إلى حانية فاعلة من هذا اللفظ والمعنى، ألا ترى إلى قول عمارة:

وكيف لنا بالشّرب فيها وما لنا … دوانيق عند الحانوىّ ولا نقد

فأما الحانة فمحذوفة من الحانية، ومثالها فاعة، ومثلها البالة من قولهم ما باليت بهم بالة، أصلها بالية فاعلة من هذا الموضع، ثم حذفت اللام تخفيفا. وإلى مثل ذلك ذهب الكسائى فى «آية» أنها محذوفة من فاعلة: آيية.

***

{فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ} (٢٥٨) ومن ذلك قراءة ابن السّميفع: «فبهت الذى كفر»، بفتح الباء والهاء والتاء،

<<  <  ج: ص:  >  >>