للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أى حبسه وقطعه. ومنه الشاة المصرّاة أى المحبوسة اللبن المقطوعته فى ضرعها عن الخروج وماء صرى وصرى: إذا طال حبسه فى موضعه، ومنه الصّرّاء للملاح، وذلك أنه يمسك السفينة ويحفظها ويصريها عما يدعو إلى هلاكها.

***

{جُزْءاً} (٢٦٠) ومن ذلك قراءة أبى جعفر والزهرى: «جزّا».

قال أبو الفتح: أصله الهمز جزءا، ثم خففت همزته على قولك فى تخفيف الخبء:

الخب، ثم إنك إذا خففت نحو ذلك ووقفت عليه كان لك فيه السكون على العبرة، وإن شئت الإشمام الجز، وإن شئت روم الحركة الجز، وإن شئت التشديد على خالدّ وهو يجعلّ، فيقول على هذا: الجزّ، ثم إنه وصل على وقفه، فقال: جزّا.

ومثله مما أجرى فى الوصل مجراه فى الوقف من التشديد، ما أنشدناه أبو على وقرأته على أبى بكر محمد بن الحسن عن أحمد بن يحيى:

ببازل وجناء أو عيهلّ … كأن مهواها على الكلكلّ

يريد العيهل والكلكل.

وفيها ما قرأته على أبى بكر دون أبى على:

تعرضت لى بمجاز حل … تعرض المهرة فى الطول

وفيها:

ومقلتان جونتا المكحلّ

وقد كان ينبغى إذا كان إنما شدد عوضا من الإطلاق أن إذا أطلق عاد إلى التخفيف، إلا أن العرب قد تجرى الوصل مجرى الوقف تارة، وتارة الوقف مجرى الوصل، فعلى هذا وجه القراءة المذكورة «جزّا» فاعرفه.

***

<<  <  ج: ص:  >  >>