فأبدل تلاقوا جيادا من قوله: تلاقوا غدا خيلى، وجاز إبداله منه للبيان وإن كان من لفظه وعلى مثاله؛ لما اتصل بالثانى من قوله: جيادا لا تحيد عن الوغى، وأبدل تلاقوهم من تلاقوا جيادا لما اتصل به من المعطوف عليه وهو قوله:«فتعلموا كيف صبرهم».
وإذا حصلت فائدة البيان لم تبل أمن نفس المبدل كانت، أم ممّا اتصل به فضلة عليه، أم من معطوف مضموم إليه؛ فإن أكثر الفوائد إنما تجتنى من الألحاق والفضلات. نعم وما أكثر ما تصلح الجمل وتتمّمها، ولولا مكانها لوهت فلم تستمسك.
ألا تراك لو قلت: زيد قامت هند لم تتم الجملة؟ فلو وصلت بها فضلة ما لتمت، وذلك كأن تقول: زيد قامت هند فى داره، أو معه، أو بسببه، أو لتكرمه، أو فأكرمته، أو نحو ذلك-فصحت المسألة؛ لعود الضمير على المبتدأ من الجملة. وعليه قول كثير فيما أظن:
وإنسان عينى يحسر الماء تارة … فيبدو وتارت يجم فيغرق
فبالمعطوف على يحسر الماء ما تمت الجملة. وفى هذا بيان.