وأما القيّم ففيعل من قام يقوم بأمره، وهو من لفظ قيّام ومعناه قال:
الله بينى وبين قيّمها … يفر منى بها وأتّبع
لما قال الشاعر هذا قيل له: لا، بل الله بين قيمها وبينك.
والقيوم قراءة الجماعة، فيعول هذا أيضا، ومثله الدّيّور فى معنى الدّيّار.
***
{وَالْإِنْجِيلَ}(٣) ومن ذلك قراءة الحسن: «الأنجيل»، بفتح الهمزة.
قال أبو الفتح: هذا مثال غير معروف النظير فى كلامهم؛ لأنه ليس فيه أفعيل بفتح الهمزة. ولو كان أعجميا لكان فيه ضرب من الحجاج، لكنه عندهم عربى، وهو أفعيل من نجل ينجل: إذا أثار واستخرج، ومنه نجل الرجل لولده؛ لأنه كأنه استخرجهم من صلبه وبطن امرأته، قال الأعشى:
أنجب أزمان والده به … إذ نجلاه فنعم ما نجلا
أى أنجب والده به أزمان إذ نجلاه، ففصل بالفاعل بين المضاف الذى هو أزمان وبين المضاف إليه الذى هو إذ، كقولهم: حينئذ، ويومئذ، وساعتئذ، وليلتئذ.