للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يريد أملّه فأبدلوا الثانى منها ياء للتكرير، ثم أبدلت الياء ألفا فصار أملاه.

وأخبرنا أبو على قال: قال أحمد بن يحيى عنهم «لا وربيك لا أفعل»، يريد: لا وربّك، ونظائره كثيرة. فأصل ذرّية على هذا ذرّيرة فعّيلة كمرّيقة، فأبدلت الراء الأخيرة لما ذكرنا ياء، وأدغمت فيها ياء فعّيلة، فصارت ذرّيّة.

والرابع أن تكون فعّولة كجبّورة وكسبّوح وقدّوس وأصلها على هذا ذرّورة، فأبدلت الراء الأخيرة-لما ذكرنا من اجتماع الأمثال-ياء فصارت ذرّوية، ثم أبدلت الواو لوقوعها ساكنة قبل الياء-ياء والضمة قبلها كسرة، وأدغمت فى الياء المبدلة من الراء، فصارت ذرّية كما ترى.

والخامس أن تكون فعلولة منه، كقردودة وحبرورة، وأصلها على هذا ذرورة؛ فعمل فيها ما عمل فيما يليها. فهذا حديث ذرية إذا كانت من ذرر.

وإن كانت من لفظ ذرو أو ذرى احتملت مثالين:

أحدهما: أن يكون فعّولة.

والآخر: أن يكون فعيلة. فإذا كانت فعّولة من الواو فأصلها ذرّوّة، كفعولة من غزوت غزّوّة، إلا أن الاسم طال وضوعفت فى آخره الواو فاستثقلت، فأبدلت اللام ياء للتخفيف فصار ذروية، فأبدلت الواو لوقوع الياء بعدها والواو ساكنة-ياء والضمة قبلها كسرة كما قلبت هى ياء وأدغمت الياء فى الياء، فصارت ذرية.

ومثل ذلك مما أبدل لطوله وثقل تضعيف الواو أدحيّة وأصلها أدحوّة لأنها من دحوت، وأدعيّة وأصلها أدعوّة؛ لأنها من دعوت، وأحجيّة وأصلها أحجوّة؛ لأنها من حجوت أى: ثبتّ وأضحيّة وأصلها أضحوّة؛ لأنها من الضحوة، فأبدلت لما ذكرنا، فصار جميعها إلى الياء.

<<  <  ج: ص:  >  >>