للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإن كانت ذرية من الياء، وهى فعّولة فخطبها أيسر؛ لأن أصلها ذروية، ولزمها من إبدال الواو وإدغامها ما لزم فيما قبلها. انقضى أمر ذرية بضم الذال.

وأما ذرّية بكسر الذال فتكون من ذرأ الله الخلق، فلا يجوز فيها إلا أن تكون فعّيلة، وأصلها ذرّيئة، ثم ألزمت التخفيف أو البدل على ما مضى فصارت ذرّية.

فإن أخذت ذريّة من الذّر احتملت أربعة أوجه:

أحدها: أن تكون فعليّة كحيرىّ دهر.

والآخر: أن تكون منسوبة إلى الذّر، إلا أنها كسر أولها للتغيير المعتاد مع ياءى الإضافة، كقولهم فى أمس: إمسى.

والثالث: أن تكون فعّيلة كبطيخة وجرّيّة، وأصلها ذرّيرة، ثم غيرت الراء الأخيرة لكثرة الراءات ياء على ما مضى، ثم أدغمت فيها الياء قبلها، فصارت ذرّيّة.

الرابع: أن تكون فعليلة كحلتيت وحبرير، وأصلها على هذا ذرّيرة، ثم عمل فيها ما عمل فى الذى يليها.

فإن أخذت ذرّية من ذرو أو من: ذرى لم تكن إلا فعّيلة البتة، وأصلها من الواو ذريوة، فأبدلت الواو ياء، وأدغمت فيها ياء المد قبلها، فصارت ذرية.

وإن كانت من الياء فلا صنعة فيها، فهى كفعّيلة من رميت رمّيّة. انقضت ذرّية بكسر الذال.

وأما ذرّيّة بفتح الذال فتكون من لفظ الذّر، وتكون من لفظ ذرأ، وتكون من لفظ ذرو، وتكون من لفظ ذرى. فإذا كانت من لفظ ذرر احتملت أن تكون فعليّة كبرنيّة، وأن تكون فعّولة كخرّوبة، وأن تكون فعلولة كبعكوكة، وأن تكون فعّيلة كسكّينة.

فتلك أربعة أوجه. أما فعليّة فأمرها واضح، وأما فعّولة فأصلها ذرّورة فاجتمعت الراءات فأبدلت الآخرة ياء على ما قدمنا ذكره من تظنيت وتقضيت، فصارت ذرّوية، فلما اجتمعت الواو والياء وسكن الأول منهما قلبت الواو ياء، وأدغمت الياء فى الياء، فصار ذرّية.

وأما فعلولة فأصلها أيضا ذرّورة، فعمل فيها من البدل والإدغام ما عمل فى فعّولة.

<<  <  ج: ص:  >  >>