أى من قتل وإباس أيضا كذلك، فقوّى لفظه بالرفع لأنه أذهب فى شكواه إياه، وعليه أيضا قوله:
إلا مسحتا أو مجلّف …
فيمن قال: أراد أو مجلّف كذاك.
ومن حمله على المعنى فرفعه وقال: إذا لم يدع إلا مسحتا فقد بقى المسحت وبقى أيضا المجلّف-سلك فيه غير الأول.
***
{أَلاّ تُقْسِطُوا}(٣) ومن ذلك ما رواه المفضّل عن الأعمش عن يحيى وإبراهيم وأصحابه: «ألاّ تقسطوا»، بفتح التاء.
قال ابن مجاهد: ولا أصل له.
قال أبو الفتح: هذا الذى أنكره ابن مجاهد مستقيم غير منكر؛ وذلك على زيادة «لا»، حتى كأنه قال: إن خفتم أن تقسطوا فى اليتامى، أى تجوروا. يقال: قسط: إذا جار، وأقسط: إذا عدل. قال الله جل وعلا:{وَأَمَّا الْقاسِطُونَ فَكانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً}. وزيادة «لا» قد شاعت عنهم واتسعت، منه قوله تعالى:{لِئَلاّ يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ}، وقوله:{وَما يُشْعِرُكُمْ أَنَّها إِذا جاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ} فيمن ذهب إلى