{مِنْ أَجْلِ ذلِكَ}(٣٢) ومن ذلك قراءة أبى جعفر يزيد: «من أجل ذلك»، غير مهموز والنون مكسورة.
قال أبو الفتح: يقال: فعلت ذلك من أجلك ومن إجلك بالفتح والكسر، ومن إجلاك ومن جللك ومن جلالك ومن جرّاك، فيجب على هذا أن تكون قراءة أبى جعفر:«من اجل ذلك» على تخفيف همزة «إجل» بحذفها وإلقاء حركتها على نون من، كقولك فى تخفيف كم إبلك: كم بلك، وفى من إبراهيم من براهيم، وهو واضح.
*** {نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسادٍ فِي الْأَرْضِ}(٣٢) ومن ذلك قراءة الحسن: «من قتل نفسا بغير نفس أو فسادا فى الأرض»، بنصب الفساد.
قال أبو الفتح: ينبغى أن يكون ذلك على فعل محذوف يدل عليه أوّل الكلام، وذلك أن قتل النفس بغير النفس من أعظم الفساد، فكأنه قال: أو أتى فسادا، أو ركب فسادا، أو أحدث فسادا، وحذف الفعل الناصب لدلالة الكلام عليه وإبقاء عمله ناطقا به ودليلا عليه مع ما يدل من غيره عليه-أكثر من أن يؤتى بشئ منه مع وضوح الحال به، إلا أن منه قول القطامى:
فكرّت تبتغيه فوافقته … على دمه ومصرعه السباعا
فنصب السباع لأنها داخلة فى الموافقة. ألا تراها إذا وافقت السباع على دمه فقد دخلت السباع فى الموافقة، فيصير كأنه قال: وافقت السباع؟ وهو عندنا بعد على حذف المضاف، أى آثار السباع؛ لأنها لو صادفت السباع هناك لأكلتها أيضا. وهناك مضاف آخر محذوف، أى صادفت السباع على أشلائه وبقاياه؛ لأنها إذا وافقت آثار السباع على دمه ومصرعه فإنما وافقت بقاياه لا جميعه.
وسمعت سنة خمس وخمسين غلاما حدثا من عقيل ومعه سيف فى يده، فقال له بعض الحاضرين-وكنا مصحرين-: يا أعرابى، سيفك هذا يقطع البطيخ؟ فقال: إى