{مَثُوبَةً}(٦٠) ومن ذلك قراءة الحسن وابن هرمز وابن عمران ونبيج وابن بريدة: «مثوبة»، ساكنة الثاء.
قال أبو الفتح: هذا مما خرج على أصله، شاذا عن بابه وحال نظائره، ومثله مما يحكى عنهم من قولهم: الفكاهة مقودة إلى الأذى. وقياسهما مثابة ومقادة، كما جاء عنهم من منامة وهى القطيفة، ومزادة، ومثله مزيد وقياسه مزاد، إلا أن مزيدا علم، والأعلام قد يحتمل فيها ما يكره فى الأجناس نحو محبب ومكوزة ومريم ومدين ومعد يكرب ورجاء بن حيوة ومنه موظب ومورق اسم رجلين، ومثوبة مفعلة ومثوبة مفعلة، ونظيرها المبطخة والمبطخة والمشرفة والمشرفة. وأصل مثوبة مثوبة، فنقلت الضمة من الواو إلى الثاء، ومثلها معونة. وأما مئونة فمختلف فيها، فمذهب سيبويه أنها فعولة من منت الرجل أمونه، وأصلها موونة بلا همز، كما تقول فى فعول من القيام: قووم، ومن النوم: نووم، ثم تهمز الواو استحسانا للزوم الضمة لها، فتصير مئونة. وقال غيره:
هى مفعلة من الأون، وهو الثّقل من قول رؤبة:
سرّا وقد أوّن تأوين العقق
أى ثقلت أجوافهن فصار كأن هناك أونين، أى عدلين، فمئونة على هذا كمعونة، هذا من الأون، وهذا من المون. وأجاز الفرّاء أن تكون من الأين، وهو التعب من حيث كانت المئونة ثقلا على ملتزمها، فسلك الفراء فى هذا مذهب أبى الحسن فى قوله فى مفعلة من البيع: مبوعة، وحجته فى هذا ما سمع منهم فى قول الشاعر:
وكنت إذا جارى دعا لمضوفة … أشمّر حتى ينصف الساق مئزرى