للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

القراءتان: «وعبّد الطاغوت» و «وعبّاد الطاغوت»، وعليه قراءة من قرأ: «وعباد الطاغوت»، عابد وعباد، كقائم وقيام، وصائم وصيام. وقد يجوز أن يكون عباد الطاغوت جمع عبد، وقلما يأتى عباد مضاف إلى غير الله. وقد أنشد سيبويه:

أتوعدنى بقومك يابن حجل … أشابات يخالون العبادا

يريد عبيدا لبنى آدم، ولا يجوز أن يكون فى المعنى عباد الله؛ لأن هذا ما لا يسب به أحد، والناس كلهم عباد الله تعالى. وأما قول الآخر:

لا والذى أنا عبد فى عبادته … لولا شماتة أعداء ذوى إحن

ما سرنى أنّ إبلى فى مباركها … وأن شيئا قضاه الله لم يكن

فيحتمل أن يكون جمع عبد، إلا أنه أنثه فصار كنكارة وحجارة وقصارة، جمع قصير.

ويجوز أن تكون العبادة هنا مصدرا، أى أنا عبد فى طاعته.

وأما «عبد الطاغوت» فظاهر، وعليه قراءة أبىّ: «وعبدوا الطاغوت»، بواو.

وأما «وعابد الطاغوت» فهو فى الإفراد كعبد الطاغوت، واحد فى معنى جماعة على ما مضى.

وعليه أيضا «وعبد الطاغوت» لأنه كحطم ولبد، كما أن عبدا كندس وحذر ووظيف عجر. ومن جهة أحمد بن يحيى «وعبد الطاغوت» أى: صار الطاغوت معبودا، كفقه الرجل، وظرف: صار فقيها وظريفا. ومن جهته أيضا: «وعبد الطاغوت»، وقال:

أراد عبدة فحذف الهاء، قال: ويقال: عبدة الطاغوت والأوثان، ويقال للمسلمين عبّاد.

***

{وَالصّابِئُونَ} (٦٩) ومن ذلك قراءة الحسن والزهرى: «والصابيون»، يثبت الياء ولا يهمز.

<<  <  ج: ص:  >  >>