للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقرأ «الصابون»، بغير همز ولا ياء أبو جعفر وشيبة، و «الخاطون»، و «متّكون».

قال أبو الفتح: أما «الصابيون» بياء غير مهموزة فعلى قياس قول أبى الحسن فى «يستهزئون»: يستهزيون بياء غير مهموزة، ويحمل ذلك فيها لتقدير الهمزة فى أصلها، فيكون ذلك فرقا بينها وبين ياء يستقضون. ألا ترى أن أصله يستقضيون، كما فرق أبو الحسن بقوله فى مثل عنكبوت من قرأت: قرأ يوت بضمة الياء-بينه وبين مثال عنكبوت من رميت رميووت، وقد مضى هذا فى موضعه.

وأما «الصابون» و «متّكون» فعلى إبدال الهمزة البتة، فصارت كالصابون من صبوت، وكمتجنّون من تجنّيت، والوجه أن يكون الصابيون بلا همز تخفيفا لا بدلا، وإن جعلته بدلا مراعى به أولية حاله كقرأيوت جاز أيضا.

ومن ذلك قراءة عثمان وأبى بن كعب وعائشة وسعيد بن جبير والجحدرى رضى الله عنهم: «والصابيين»، بياء.

قال أبو الفتح: الخطب فى هذا أيسر من الصابيون بالرفع؛ لأن النصب على ظاهره، وإنما الرفع يحتاج أن يقال: إنه مقدم فى اللفظ مؤخر فى المعنى على ما يقال فى هذا، حتى كأنه قال: لا خوف عليهم ولا هم يحزنون والصابئون كذلك.

***

{ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا} (٧١) ومن ذلك قراءة يحيى والنخعى: «ثم عموا وصمّوا»، بضم العين والصاد.

قال أبو الفتح: يجب أن يكون هذا على تقدير فعل، كقولهم: زكم وأزكمه الله، وحمّ وأحمّه الله، فكذلك هذا أيضا، جاء على عمى وصمّ، وأعماه الله وأصمه الله.

ولا يقال: عميته ولا صممته، كما لا يقال: زكمه الله ولا حمّه، فاعرف ذلك.

***

<<  <  ج: ص:  >  >>