للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{مِنْ أَوْسَطِ ما تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ} (٨٩) ومن ذلك قراءة جعفر بن محمد: «من أوسط ما تطعمون أهاليكم».

قال أبو الفتح: يقال أهل وأهلة، قال:

وأهلة ود قد تبريت ودهم … وأبليتهم فى الحمد جهدى ونائلى

فأما أهال فكقولهم: ليال، كأن واحدها أهلاة وليلاة، وقد مر بنا تصديقا لقول سيبويه: فإن واحده فى التقدير ليلاة-ما أنشده ابن الأعرابى من قوله:

فى كل يوم ما وكل ليلاه … حتى يقول من رآه إذ رآه

يا ويحه من جمل ما أشقاه

ومن ذهب إلى أن أهال جمع أهلون فقد أساء المذهب؛ لأن هذا الجمع لم يأت فيه تكسير قط. قال الشنفرى:

ولى دونكم أهلون: سيد عملّس … وأرقط زهلول وعرفاء جيئل

ونحو من ذلك أرض وأراض، القول فيهما واحد، ويقال: أرض وأرضون وأرضون، بفتح الراء وتسكينها أيضا. قال كعب بن معدان الأشقرى:

لقد ضجت الأرضون إذ قام من بنى … هداد خطيب فوق أعواد منبر

وحكى أبو زيد فيها: أرض، وقيل: آراض. وأسكن الياء من أهاليكم فى موضع النصب تشبيها لها بالألف، وقد سبق مثل ذلك.

*** {أَوْ كِسْوَتُهُمْ} (٨٩) ومن ذلك قراءة سعيد بن جبير ومحمد بن السميفع: «أو كإسوتهم»، من الإسوة.

قال أبو الفتح: كأنه-والله أعلم-قال: أو كما يكفى مثلهم، فهو على حذف المضاف، أو ككفاية إسوتهم، وإن شئت جعلت الإسوة هى الكفاية ولم تحتج إلى حذف المضاف.

***

<<  <  ج: ص:  >  >>