للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال أبو الفتح: معنى «حرما» راجع إلى معنى قراءة الجماعة {حُرُماً}، وذلك أن الحرم: جمع حرام، والحرم: المحرّم، فهو فى المعنى مفعول، فجعلهم حرما، أى هم فى امتناعهم مما يمتنع منه المحرم وامتناع ذلك أيضا منهم كالحرم، فالمعنيان إذا واحد من حيث أرينا.

***

{قَدْ سَأَلَها} (١٠٢) ومن ذلك قراءة إبراهيم: «قد سالها»، بكسر السين.

قال أبو الفتح: يعنى ويريد الإمالة؛ لأن الألف لا يكون ما قبلها أبدا إلا مفتوحا، ووجه الإمالة أنه على لغة من قال: سلت تسال، فهى فى هذه اللغة كخفت تخاف، فالإمالة إذا إنما جاءت لانكسار ما قبل اللام سلت، كمجيئها فى خاف لمجئ الكسرة فى خاء خفت. ويدلّك على أن هذه اللغة من الواو لا من الهمزة ما حدثنا به أبو علي من قوله: هما يتساولان، وهذه دلالة على ما ذكرنا قاطعة.

***

{لا يَضُرُّكُمْ} (١٠٥) ومن ذلك قراءة الحسن: «لا يضركم»، وقراءة إبراهيم: «لا يضركم».

قال أبو الفتح: فيها أربع لغات: ضاره يضيره، وضاره يضوره، وضرّه يضرّه، وضرّه يضرّه، بكسر الضاد وتشديد الراء، وهى غريبة أعنى يفعل فى المضاعف متعدية، وقد ذكرناها وقراءة من قرأ: «لن يضرّوا الله شيئا»، وجزم يضركم ويضركم لأنه جعل جواب الأمر أعنى قوله: «عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ». ويجوز أن تكون لا هنا نهيا كقولك: لا تقم إذا قام غيرك، والأول أجود.

***

<<  <  ج: ص:  >  >>