تقديره: تماما على الذى هو أحسن، وحذف «هو» من هنا ضعيف؛ وذلك أنه إنما يحذف من صلة الذى-الهاء المنصوبة بالفعل الذى هو صلتها، نحو مررت بالذى ضربت أى ضربته، وأكرمت الذى أهنت أى أهنته، فالهاء ضمير المفعول، ومن المفعول بدّ، وطال الاسم بصلته، فحذفت الهاء لذلك. وليس المبتدأ بنيف ولا فضلة فيحذف تخفيفا، لا سيما وهو عائد الموصول، وأن هذا قد جاء نحوه عنهم. حكى سيبويه عن الخليل:«ما أنا بالذى قائل لك شيئا وسواءا»، أى بالذى هو قائل، قال:
لم أر مثل الفتيان فى غبن ال … أيام ينسون ما عواقبها
أى ينسون الذى هو عواقبها.
ويجوز أن يكون «ينسون» معلّقة كما علقوا نقيضتها التى هى يعلمون، وتكون «ما» استفهاما وعواقبها خبر «ما»، كقولك: قد علمت من أبوك وعرفت أيّهم أخوك؟، وعلى الوجه الأول حمله أصحابنا.
***
{مِمَّنْ كَذَّبَ بِآياتِ اللهِ}(١٥٧) ومن ذلك قراءة يحيى وإبراهيم: «ممّن كذب بآيات الله»، خفيفة الذال.
قال أبو الفتح: ينبغى أن يكون دخول الباء هنا حملا على المعنى، وذلك لأنه فى معنى مكر بها، وكفر بها. وما أكثر هذا النحو فى هذه اللغة، وقد ذكرناه فيما مضى. ومنه قوله:
ألم يأتيك والأنباء تنمى … بما لاقت لبون بنى زياد
زاد الباء فى بما لاقت لما كان معناه ألم تسمع بما لاقت لبونهم، وفيه ما أنشدناه أبو على: