للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإن شئت أجريته على ظاهره من غير تقدير حذف كقولك: لا تتبع أفعال المشركين، ولا تأتم بأديان الكافرين. ومن قرأ «خطوات» بلا همز فأمره واضح، وهو جمع خطوة، وهى ذرع ما بين القدمين. وهذا واضح.

***

{الضَّأْنِ} (١٤٣) ومن ذلك قراءة طلحة: «الضّأن»، بفتح الهمزة.

قال أبو الفتح: الضّأن جمع، واحدته ضائن وضائنة، وصرّفوا فعله فقالوا: ضئنت العنز ضأنا، إذا أشبهت الضأن. وأما الضّأن بفتح الهمزة فى هذه القراءة فمذهب أصحابنا فيه وفى مثله مما جاء على فعل وفعل وثانيه حرف حلق، كالنّهر والنّهر، والصّخر والصّخر، والنّعل والنّعل، وجميع الباب-أنها لغات كغيرها مما ليس الثانى فيه حرفا حلقيا، كالنّشز والنشز، والقصّ والقصص.

ومذهب البغداديين أن التحريك فى الثانى من هذا النحو إنما هو لأجل حرف الحلق، وقد ذكرنا ذلك فيما مضى من هذا الكتاب وغيره، ويؤنسنى بصحة ما قالوه أنى أسمع ذلك فاشيا فى لغة عقيل، حتى لسمعت بعضهم يوما قال: نحوه، يريد نحوه.

فلو كانت الفتحة فى الحاء هنا أصلا معتزمة غير إتباع لكونها حرفا حلقيا لوجب إعلال اللام التى هى واو ألفا؛ لتحركها وانفتاح ما قبلها، كغضاة وشجاة، فكان يقال:

نحاة، وهذا واضح، غير أن لأصحابنا ألا يقبلوا من اللغة إلا ما روى عن فصيح موثوق بعربيته، ولست أثبت هذه الفصاحة المشروطة لمن سمعت منه هذه اللفظة، أعنى نحوه.

***

{تَماماً عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ} (١٥٤) ومن ذلك قراءة ابن يعمر: «تماما على الّذى أحسن».

قال أبو الفتح: هذا مستضعف الإعراب عندنا؛ لحذفك المبتدأ العائد على الذى؛ لأنّ

<<  <  ج: ص:  >  >>