أحدهما: أن يكون حالا من الضمير فى الظرف الجارى صلة على «ما» كقولنا:
الذى فى الدار قائما زيد.
والآخر: أن يكون حالا من «ما» على مذهب أبى الحسن فى إجازته تقديم الحال على العامل فيها إذا كان معنى بعد أن يتقدم صاحب الحال عليها كقولنا: زيد قائما فى الدار.
واحتج فى ذلك بقول الله تعالى:{وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ}، فيجوز على هذا فى العربية لا فى القراءة؛ لأنها سنة لا تخالف {وَالسَّماواتُ مَطْوِيّاتٌ بِيَمِينِهِ}.
فإن قلت: فهل يجوز أن يكون «خالصا» و «خالصة» حالا من الضمير فى لنا؟ قيل:
هذا غير جائز؛ وذلك أنه تقدّم على العامل فيه وهو معنى وعلى صاحب الحال، وهذا ليس على ما بيّنا.
ولا يجوز أن يكون «خالصة» حالا من الأنعام؛ لأن المعنى ليس عليه، ولعزّة الحال من المضاف إليه.
***
{خُطُواتِ}(١٤٢) ومن ذلك قراءة علىّ عليه السلام والأعرج وعمرو بن عبيد «خطؤات» بالهمز مثقلا، وقرأ «خطوات» أبو السّمال.
قال أبو الفتح: أما «خطؤات» بالهمز فواحدها خطأة، بمعنى الخطأ. أثبت ذلك أحمد ابن يحيى.
وأما «خطوات» فجمع خطوة، وهى الفعلة الواحدة من خطوت، كغزوت غزوة، ودعوت دعوة. والمعنى لا تتبعوا خطوات الشيطان، أى آثاره، لا تقتدوا به. وتقديره على هذا حذف المضاف، أى لا تتبعوا مواضع خطوات الشيطان.