للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فإن قلت: فإنه إذا مال أحدهما إلى الأرض فقد بعد الآخر منها، قيل: كلامنا على الراجح، والراجح هو الدانى إلى الأرض. فأما الآخر فلا يقال له: راجح فيلزم ما ألزمته، وإذا ثبت ذلك-وقد ثبت-فكذلك قوله تعالى: «حرث حرج» فى معنى حجر، معناه عندهم أنها ممنوعة محجورة أن يطعمها إلا من يشاءون أن يطعموه إيّاها بزعمهم.

***

{خالِصَةٌ} (١٣٩) ومن ذلك قراءة ابن عباس بخلاف والأعرج وقتادة وسفيان بن حسين: خالصة وقرأ «خالصا» سعيد بن جبير.

وقرأ «خالصه» ابن عباس بخلاف والزهرى والأعمش وأبو طالوت.

وقرأ «خالص» ابن عباس وابن مسعود والأعمش بخلاف.

قال أبو الفتح: أما قراءة العامة: «خالِصَةٌ» فتقديره: ما فى بطون هذه الأنعام خالصة لنا، أى خالص لنا، فأنث للمبالغة فى الخلوص، كقولك: زيد خالصتى، كقولك صفيّى وثقتى، أى المبالغ فى الصفاء والثقة عندى. ومنه قولهم: فلان خاصّتى من بين الجماعة، أى خاصّى الذى يخصنى، والتاء فيه للمبالغة وليكون أيضا بلفظ المصدر، نحو العاقبة والعافية، والمصدر إلى الجنسية، فهى أعم وأوكد.

ويدلك على إرادة اسم الفاعل هنا، أى خالص-قراءة سعيد بن جبير «خالصا»، وعليه القراءة الأخرى: «خالص لذكورنا»، والقراءة الأخرى «خالصه لذكورنا». ألا تراه اسم فاعل وإن كان مضافا؟ لكن الكلام فى نصب خالصا وخالصة، وفيه جوابان:

<<  <  ج: ص:  >  >>