للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويزيد فى قبح ذلك أنه إن نوى قطع همزة اسجدوا فإنما ذلك للوقف قبلها، والوقف هنا قبلها لا يجوز من حيث كان قوله: «اُسْجُدُوا لِآدَمَ» معمول قوله: «قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ»، ولا يحسن الوقف على الناصب دون منصوبه، بل لا يجوز الوقف على العامل دون معموله؛ لاتصاله به وكونه فى بعض الأماكن كالجزء من العامل فيه، نحو لا رجل فى الدار، ومررت بى، والمال لى، فيمن أسكن الياء، فهذا كله وما تركناه من نحوه يشهد بفساد قراءة أبى جعفر: «للملائكة اسجدوا».

***

{مَذْؤُماً مَدْحُوراً} (١٨) ومن ذلك قراءة الزهرى: «مذوما مدحورا».

قال أبو الفتح: هذا على تخفيف الهمزة من «مذءوما»، كقولك فى مسئول: مسول.

فإن قلت: أفيكون من ذمته أذيمة؟ قيل: لو كان منه لكان مذيما كمبيع ومكيل.

فإن قيل: فقد حكى الفراء: هذا برّ مكول، ورجل مسور به، وقد قالوا فى مهيب:

مهوب.

قيل: هذا من الشذوذ فى منزلة القصيا، فلا يحسن الحمل عليه، وإنما ذكرناه لئلا يورده من يضعف نظره وهو يظنه طائلا، فلا تحفل به.

***

{سَوْآتِهِما} (٢٠) ومن ذلك قراءة الحسن وأبى جعفر وشيبة والزهرى: «سوّاتهما» بتشديد الواو.

قال أبو الفتح: حكى سيبويه ذلك لغة قليلة، والوجه فى تخفيف نحو ذلك أن تحذف الهمزة وتلقى حركتها على الواو قبلها فتقول فى تخفيف نحو السوءة: السّوة، وفى تخفيف الجيئة: الجية. ومنهم من يقول: السّوّة والجيّة، وهو أدون اللغتين وأضعفهما،

<<  <  ج: ص:  >  >>